
محتويات المقال
في كتير من البيوت، تلاقي الأم أو الأب بيشتكوا ويقولوا:
“ابني قليل الأدب!”
“بيرد عليا بطريقة وحشة!”
“بيزعق وما بيسمعش الكلام!”
لكن يا ترى… هل الطفل فعلاً “قليل الأدب”؟ ولا فيه حاجة أعمق محتاجة نوقف عندها شوية ونفهمها؟
في البداية، لازم نفهم إن سلوك قلة الأدب عند الطفل مش معناه إنه طفل سيء أو شرير لا خالص ده غالباً بيكون وسيلة للتعبير عن حاجة جواه:
■ يمكن محتاج اهتمام؟
■ يمكن مش لاقي حد يسمعه؟
■ يمكن بيتعرض لتوتر في البيت أو المدرسة؟
■ أو ببساطة بيقلد سلوك شافه قدامه!
موقف من الواقع
أم اسمها “منى” بتشتكي من ابنها عمره 6 سنين، بيشتم كتير وبيزعق لأخته.
بتقول: “جربت أزعق له، جربت أحرمه من اللعب، جربت أضربه… بس بيزيد أكتر!”
لما قعدنا نحكي، اكتشفت إنها دايمًا بتتخانق مع زوجها قدامه، وبتستخدم ألفاظ قاسية أوي.
طيب إزاي هيتعلم الطفل الاحترام وهو عايش في جو كله شحن وصوت عالي وكلام جارح؟
أول خطوة: ما تقولش “قليل الأدب”
أيوه، العنوان بيشد الناس، بس في الحقيقة، إنك تنادي ابنك بـ”قليل الأدب” أو توصفه بالكلمة دي، بتثبت السلوك فيه أكتر!
خليه يسمع منك:
■ “أنا زعلان/ة منك علشان طريقتك دي مش محترمة”
■ “الكلام ده ما ينفعش بينا”
■ “أنا بحبك، بس مش بحب الطريقة اللي اتكلمت بيها”
الفرق كبير بين إنك تنتقد السلوك، وإنك تنتقد الطفل نفسه.
طيب نعمل إيه؟ خطوات بسيطة وقوية:
1. قدِّم القدوة
ابنك بيتعلم منك أكتر مما بيتعلم من أي حد تاني. لو سمعك بتتكلم باحترام، حتى وقت الغضب، هو كمان هيتعلم يعمل كده.
لو شافك بتسيطر على أعصابك، هيبدأ يقلدك بدل ما يصرخ أو يشتم.
2. خصّص وقت لسماع طفلك
في يوم، طفل شتم زميله في الحضانة. ولما سألناه ليه، قال: “هو اللي بدأ!”
بس كمل وقال: “أنا قلت لماما، ومردتش عليا، فاضطريت أضربه!”
الطفل اللي مش لاقي حضن يسمعه، بيدوّر على أي طريقة يلفت بيها النظر… حتى لو كانت بالأذى!
3. علّمه التعبير بدل ما تعاقبه دايمًا
لو شتم، ما تقولش “عيب يا قليل الأدب”، لكن قول:
“أنا عارف إنك متضايق، تعال نقول ده بطريقة أحسن”
دربه على جمل زي:
■ “أنا متضايق”
■ “أنا زعلان منك”
■ “ما بحبش لما تعمل كده”
4. ما تضحكش على قلة الأدب!
في بعض الأهالي للأسف بيضحكوا لما ابنهم يشتم، خاصة لو كان صغير.
لكن ده بيثبّت عنده إن ده سلوك مرح ومقبول… ولما يكبر، بيتصدموا!
5. ثبّت القواعد من غير عنف
أقعد مع ابنك، واتفّق معاه على قواعد واضحة للسلوك:
■ الكلام المهذب
■ عدم المقاطعة
■ احترام الكبار
وكل ما يلتزم، امدحه، حتى لو بحاجة بسيطة.
هل العقاب ينفع؟ وكيف؟
العقاب مش غلط، بس لو اتعمل بحكمة.
ما تعاقبش ابنك وقت الغضب، ولا تهينه، ولا تقارنه بحد.
لكن:
■ ممكن تحرمه من شيء بيحبه بشكل مؤقت.
■ أو تطلب منه يصلّح غلطته (يعتذر، يرسم كارت صلح، إلخ).
■ أو تقعد معاه وتفهم منه هو ليه عمل كده، وتفهمه البديل الصحيح.
وأخيرًا… خليك صبور
سلوك الطفل مش بيتغير في يوم وليلة.
وده يتطلب منك كأب أو أم إنك تتعلم، تتثقف، وتاخد خطوات حقيقية لتفهم نفسية ابنك أكتر.
وفيه دلوقتي كورسات جميلة وأدوات كتير تساعدك، لأن الطفل محتاج نربيه بوعي، مش برد فعل لحظي!
ما سبب قلة أدب الطفل؟

في يوم من الأيام، كانت أم تحكي لي وهي تدمع: ابني بيكلمني كأني صاحبته مش أمه، بيزعق، بيرد عليا، وأوقات بيحرجني قدام الناس… أنا غلطانة في إيه؟
سكتّ شوية، وسألتها: عمرك فكرتي ليه هو بيتعامل كده؟ مش إزاي تغيّريه، لكن ليه بقى كده من الأساس؟
الطفل اللي بيوصفه الأهل غالبًا بـ”قليل الأدب” مش دايمًا بيكون سيئ النية… ساعات بيكون تايه، مش لاقي حدود واضحة، أو حاسس بفراغ كبير جواه، وبيحاول يلفت الانتباه حتى لو بطريقة غلط.
تعالوا نشوف مع بعض الأسباب الحقيقية لقلة الأدب عند الطفل، من غير ما نلقي اللوم بس، لكن نفهم علشان نقدر نصلّح.
1. القدوة الغائبة أو السلبية
الطفل مش بيتعلم من الكلام… بيتعلم من اللي بيشوفه.
لو الأهل بيصرخوا، بيتعاملوا بخشونة، أو بيشتموا بعض — طبيعي جدًا الطفل يقلدهم.
وفي بيوت تانية، الأهل محترمين جدًا… لكن الطفل بيقضي وقته قدام يوتيوب أو ألعاب فيها عنف وكلام جارح.
النتيجة؟ بيتبرمج على السلوك ده وكأنه “عادي”.
2. غياب الحدود الواضحة
في أطفال بتتربى على مبدأ “مافيش غلط”، كل تصرف مقبول علشان “هو لسه صغير”.
وبعد سنين، لما يكبر الطفل ويتعود على الحرية المطلقة، ونبدأ نقول له “عيب وما يصحش”، بيتصدم… وبيتمرد.
الطفل محتاج يسمع كلمة “لا”… بس بشكل حاسم ومحترم.
3. الحرمان العاطفي
أوقات كتير، الطفل بيكون “قليل الأدب” مش علشان مستفز… لكن لأنه جعان اهتمام، جعان حضن، جعان كلمة حلوة.
الطفل اللي ما بياخدش حب كفاية، بيدور عليه بطريقة عدوانية أو متمردة.
هو مش فاهم ده، لكن سلوكه بيقول: “بصوا لي… حسّوا بيا!”.
4. التمييز والمقارنة
“أخوك أشطر منك”، “شوف بنت خالتك مؤدبة إزاي”، “إنت دايمًا بتغلط!”
كلمات صغيرة بتخلق طفل غاضب، فاقد الثقة، حاسس إنه مرفوض… وبيعبّر عن ده بتصرفات جارحة.
قلة الأدب ساعات بتكون ردة فعل على شعور عميق بالظلم.
5. غياب الحوار
الطفل اللي مش بيتكلم، مش بيتسمع، اللي كل أوامره “اعمل وما تعترضش”، هييجي يوم وينفجر.
المراهقين بالأخص، لما ما يلاقوش فرصة يحكوا، ويعبّروا عن مشاعرهم، بيبقوا عدوانيين في الرد.
خلاصة الكلام:
قلة الأدب ما بتطلعش فجأة.
وراء كل طفل “صعب” قصة محتاجة نفهمها، مش نعاقبها بس.
مش معنى الكلام ده إننا نبرر التصرفات المؤذية…
لكن نبدأ نفهمها علشان نصلّح من جذورها.
ولما بنفهم، بنلاقي حلول أهدى، وأنفع، وأقرب لقلب الطفل.
رسالة أخيرة للأهالي:
لو حسّيت إنك فقدت السيطرة، أو إن العلاقة بينك وبين ابنك/بنتك بدأت تتوتر… خد خطوة وارجع تسأل نفسك:
هل أنا قدوة حقيقية ليه؟
هل في مساحة حوار بينّا؟
هل بعرف أوازن بين الحزم والحنان؟
والأهم: هل بستثمر وقت وجهد إني أفهمه بجد؟
الطفولة والمراهقة مراحل دقيقة… والتربية رحلة مش سهلة، بس تستحق كل تعبها.
تحب أكتب لك جزء تاني عن “كيف نعيد الاحترام للبيت من غير صراخ أو عنف؟
ما الذي يسبب عدم احترام الطفل لوالديه؟
ابني بيزعقلي من غير سبب!
بنتي بترد عليا كأنها صاحبتها، مش بنتي!
مفيش احترام خالص، لا لكبير ولا لصغير!
دي جمل بنسمعها من أمهات وآباء كل يوم.
والسؤال اللي دايماً بييجي بعد كده:
هو إيه اللي خلاه يوصل لكده؟ ليه ابني بقى مش بيحترمني؟
الموضوع مش بس “قلة أدب” ولا “عند المراهقة” زي ما بنحب نقول ونخلص.
الموضوع أعمق من كده، وبيبدأ من حاجات صغيرة بنعملها من غير ما ناخد بالنا…
تعالوا نتكلم بصراحة، وبهدوء، ونحاول نفهم إيه اللي ممكن يخلي الطفل يفقد احترامه لوالديه.
1- الاحترام مش متبادل من البداية
كتير من الأهالي بيطلبوا الاحترام، لكن مش بيدّوه.
الطفل بيتنهر، يُسكت، يُحرج قدام الناس، ويتقال له “ما تفهمش”، “اسكت”، إنت بتغلط دايما
هو صغير، آه، بس قلبه حساس وبيفهم الإهانة كويس جدًا.
النتيجة؟ لما يكبر، بيقرر يرد الصاع صاعين… مش عناد، لكن رد فعل متراكم.
2- تغييب الحوار وتكبير الفجوة
الطفل اللي بيتقال له “اعمل زي ما بقولك من غير نقاش” كل يوم، هيوصل سن المراهقة وهو شحن غضب وسخط.
من غير حوار حقيقي، مفيش جسر تواصل، فالعلاقة تبقى أوامر وردود فعل… مش احترام وتفاهم.
3- الحماية الزايدة أو الإهمال التام
الطرفين بيولدوا تمرد.
لو الطفل مش واخد مساحته، أو واخد مساحة أكبر من اللازم، الاتزان بيضيع.
اللي بتحكم فيه أمه في كل تفصيلة، بيبقى عايز يثبت وجوده بأي طريقة.
واللي بيكبر من غير رعاية، بيبني قوانينه الخاصة، وغالبًا بيشوف الوالدين مش “سلطة تُحترم”، لكن أشخاص مهمشين.
4- التناقضات داخل البيت
لما الأب يقول حاجة، والأم تقول عكسها…
لما نطلب من الطفل احترامنا، وإحنا بنتخانق قدامه طول الوقت…
لما نقول له “الصراحة أهم حاجة”، وبعدين نطلب منه “يجذب علشان نخرج من ورطة”…
كل التناقضات دي بتكسر صورة الاحترام جوّه الطفل.
5- التوقعات المبالغ فيها
فيه أهالي بيبقوا متوقعين إن الطفل “يبقى كبير” قبل أوانه.
عايزينه يفهم من نص كلمة، ويكون دايمًا مهذب، ومتعاون، ورايق.
وأول ما يغلط، ننفجر.
وده بيخلي الطفل يشوف إن احترامه لينا ما جابش نتيجة، فيبدأ يسحب نفسه بالتدريج.
طيب نعمل إيه؟
بدل ما نركّز في “إزاي أخلي ابني يحترمني؟
خلينا نسأل:
هل في جوه البيت مناخ يحفّز الاحترام؟
هل بنتكلم بلغة فيها تقدير؟
هل بنتعامل مع بعض كعيلة فيها ود وحدود واضحة؟
هل في قواعد، واتفاقات، وسقف أمان للحوار؟
الطفل مش آلة، ومش مشروع لازم ينجح من أول محاولة.
بس هو مرآة…
لو حس باحترام حقيقي، واتعلم يشوفه، هيتصرف على أساسه.
وآخر حاجة، مهم نفتكرها دايمًا:
الاحترام ما بيتفرضش… بيتزرع، وبيكبر مع الأيام.
ما هي صفات الطفل العنيد؟
الطفل العنيد… هل هو مشكلة؟ ولا إشارة لقوة شخصية؟
أول حاجة لازم نفهمها:
العناد مش مرض، ولا عيب، ولا خلل في الشخصية.
العناد في سن الطفولة سلوك تفاعلي بيظهر لما الطفل يبدأ يكوّن له “رأي” ويحاول يثبت وجوده.
لكن المشكلة بتبدأ لما العناد يتحوّل لسلوك مستمر بيأثر على العلاقة بين الطفل وأهله، أو بينه وبين المجتمع.
ف ايه اللي بيميز الطفل العنيد؟ وهل كل عناد معناه تحدي وتمرد؟
أولًا: ما هي الصفات السلوكية للطفل العنيد؟
1. الإصرار على تنفيذ رأيه مهما كان الثمن
الطفل العنيد مش بس يعترض، لا، هو يُصر، حتى لو بكى، صرخ، قعد في الأرض، ضرب راسه في الحيط… المهم فكرته تتنفذ.
2. رفض التوجيهات حتى لو من أشخاص يحبهم
سواء أمه أو أبوه أو مدرسته، الطفل العنيد بيفضل يقول: “لأ” حتى لو الشخص اللي قدامه بيحاول يساعده.
3. يتحدى السلطة، ولو بشكل غير مباشر
مش شرط يعترض بصوت عالي، أحيانًا يعمل اللي اتقال له بالعكس، لكن بهدوء… كنوع من التحدي الصامت.
4. بيحب يجرب بنفسه، ويرفض النقل عن غيره
لو قلت له “متلمسش النار”، هيلمسا… مش علشان بيغلط، لكن علشان يتأكد بنفسه.
ودي نقطة ممكن تكون إيجابية لو اتوجهت صح.
5. يستخدم العناد كوسيلة للسيطرة
لما الطفل يكتشف إن العناد بيخليه ياخد اللي عايزه (زي الحلوى – التابلت – الخروج)، بيتحول العناد من “صفة” لـ”أداة تحكم”.
ثانيًا: هل الطفل العنيد هو نفسه الطفل العدواني؟
مش بالضرورة.
العناد ممكن يكون هادئ ومكتوم، لكن العدوانية فيها انفجار وعنف.
الفرق بينهم مهم جدًا في التشخيص التربوي:
الطفل العنيد بيعترض على “الفعل”
الطفل العدواني يهاجم “الشخص”
ثالثًا: هل العناد وراثي ولا مكتسب؟
علم تعديل السلوك بيقول إن العناد سلوك مكتسب ومحفز بالبيئة.
يعني:
ممكن الطفل يتعلم العناد لما يشوف الكبار بيصرخوا ويتمسكوا برأيهم.
أو لما يكتشف إن كل مرة يعيط فيها… بياخد اللي هو عايزه.
رابعًا: متى يكون العناد طبيعياً ؟ ومتى يحتاج تدخل؟
العناد الطبيعي:
من عمر سنتين حتى خمس سنوات (لأن الطفل بيجرب الاستقلالية).
لما يكون مصحوب بفضول أو حب للتجربة.
العناد المَرَضي:
لو استمر بشكل دائم بعد سن 6 أو 7 سنوات.
لو بدأ يأثر على نومه، تحصيله، علاقاته الاجتماعية.
لو صاحبه نوبات غضب عنيفة، أو اضطرابات سلوكية زي الكذب أو التخريب.
الطفل العنيد مش عدوك، ولا خصمك، هو ببساطة طفل بيحاول يكون نفسه… بطريقته.
مهمتك مش “تكسره”، لكن “تقوده”.
والقيادة هنا مش بالصوت العالي… لكن بالفهم، والصبر، ووضع حدود واضحة.
ما هي السلوكيات السيئة عند الأطفال وكيف يمكن علاجها تربوياً؟

في البداية… هل في طفل “سيء” فعلاً؟
أحياناً الطفل بيتصرف تصرفات “توجع الأعصاب”، تخلينا نقول:
الولد ده مفيهوش فايدة”، أو “هي دي تربية؟!
لكن الحقيقة؟
مافيش طفل “سيء”، في سلوك سيء، وده فرق كبير لازم نفهمه علشان نعرف نعالج صح.
أولاً: أشهر السلوكيات السيئة اللي بنلاحظها عند الأطفال
1. العناد المستمر
مش بس بيقول “لأ”، لكن بيرفض يسمع، ويصر على الغلط حتى لو عرف إنه غلط.
2. الكذب
يخترع حكايات أو يخبّي الحقيقة، وأحيانًا يكمّل الكذبة بثقة عجيبة.
3. العدوانية والضرب
يضرب أخوه، يعض، يرفس… كأنه متعصب طول الوقت.
4. قلة الاحترام والكلام الجارح
يرد على الكبير، يتكلم بوقاحة، أو يقلد ألفاظ سمعها من الكبار.
5. الصراخ والبكاء لأتفه الأسباب
مجرد ما تقول “لأ”، يبدأ حفلة صراخ وعياط ممكن تقلب بفضيحة في الشارع.
6. السرقة أو أخذ أشياء بدون إذن
مش دايمًا لأنه “حرامي”، أحيانًا ما يعرفش الفرق بين ملكه وملك غيره.
7. التخريب أو كسر الأشياء عن قصد
يفك لعبته، يرمي الريموت، يشخبط على الحيطة… ويضحك!
ثانيًا: طيب… إيه أسباب السلوكيات دي؟
مافيش سلوك بييجي من فراغ. الطفل بيتعلم، وبيقلد، وبيجرب.
وأشهر الأسباب:
غياب الحدود: الطفل اللي مش واخد على “فيه ممنوع ومسموح”، بيتصرف بطريقته.
رد فعل للضغط النفسي أو الغيرة (زي لما بييجي أخ جديد).
الاهتمام الزائد أو الإهمال الزائد: الطفل اللي واخد كل حاجة أو اللي مش واخد أي حاجة… الاتنين بيخرجوا سلوكيات سيئة.
القدوة السيئة: لو الأهل نفسهم بيتخانقوا، بيصرخوا، بيكذبوا… هيقلدهم.
غياب الحوار: الطفل اللي مفيش حد بيسمعه، هيوصل صوته بالطريقة اللي يقدر عليها… حتى لو كانت غلط.
ثالثًا: كيف نُعدّل هذه السلوكيات بطريقة تربوية فعّالة؟
1. افصل بين الطفل وسلوكه
قول: “اللي عملته غلط”، مش “إنت وحش”.
ده بيحمي ثقته بنفسه وبيفتح الباب للتغيير.
2. حط قواعد واضحة من غير تهديد
مثلاً: “إحنا بنرجع التابلت الساعة 8″، مش “لو ما رجعتوش هكسره!”
الفرق كبير بين قانون وعقاب.
3. كُن قدوة
عايزه ما يكذبش؟ ما تكذبش عليه.
عايزه يسمع الكلام؟ اسمعه الأول.
4. استخدم نظام المكافأة والتجاهل الذكي
كافئ السلوك الحلو حتى لو بسيط.
تجاهل “التصرفات التمثيلية” اللي هدفها لفت النظر… بس من غير عنف.
5. اتكلم معاه بعد التهدئة، مش وسط الزعل
وقت الغضب مش وقت توجيه، دي لحظة انفجار.
استنى لما يهدى، ووقتها افهمه.
6. ثبّت موقفك… بس من غير صراخ
الثبات بيبني احترام.
في النهاية:
السلوكيات السيئة زي الأعشاب الضارة… مش محتاجة نخلع الطفل من جذوره، لكن محتاجة نروي الأرض، وننضفها، ونحط نور واهتمام.
كل طفل جواه خير… محتاج اللي يطلعه بهدوء، ويفهمه بحب، ويوجهه بثقة.
كيف أتعامل مع الطفل الذي لا يحترمني؟
الطفل اللي بيرد بوقاحة، أو بيكسر كلامك، أو بيتجاهلك كأنك مش موجود… أكيد بيخليك تحس بإهانة، ويمكن كمان بالغضب والخذلان.
بس الحقيقة اللي لازم نواجهها:
الاحترام مش بيتفرض، الاحترام بيتبني.
قبل ما نبدأ… لازم نسأل:
هل الطفل ده “ما بيحترمنيش” فعلاً؟
ولا هو لسه مش فاهم حدود الاحترام؟
ولا بيحاول يجرب سلطته وشخصيته؟
ولا بيتصرف رد فعل على أسلوب بتعامل بيه معاه؟
الفرق مهم جدًا… علشان نعرف نبدأ منين.
الأسباب اللي بتخلي الطفل “يبدو وكأنه لا يحترمك”
1. نمو طبيعي لاستقلاليته
في أعمار معينة، خصوصًا من 3 لـ 6 سنين، بيبدأ الطفل يجرب “أنا مين؟”، و”هل لازم أطيع دايمًا؟”، و”لو قلت لأ… هيحصل إيه؟”
2. أسلوب تعامل قاسي أو متناقض
الطفل اللي بيتقال له: “اخرس”، أو بيتضرب، أو بيتهدد، طبيعي هيفقد احترامه، مش لأنه قليل أدب… لكن لأنه فقد الأمان.
3. الطفل اتعود يتجاهل الأهل لأنهم بيصرخوا دايمًا
لما الصوت العالي يبقى هو العادي… الطفل مش بيخاف، ولا بيهتم.
4. غياب القدوة
هل الأب أو الأم بيحترموا بعض؟
هل بيحترموا الطفل نفسه؟
اللي بيشوفه، هيتعلمه.
طيب… أعمل إيه؟
إزاي أتعامل مع طفل لا يحترمني؟
1. ✅ افصل بين السلوك والشخصية
الطفل مش قليل احترام… هو “عنده سلوك محتاج يتعدل”.
لو وصّلته الرسالة دي، هيبدأ يسمعك بدل ما يتحدى.
2. ✅ ثبت حدودك بدون عنف
لما يقولك كلام جارح، أو يزعق:
قول بهدوء:
“أنا مش هكمل كلامي بالطريقة دي. لما تهدأ، نتكلم.”
واسيب الساحة. دي مش ضعف، دي رسالة قوية:
“أنا مش هتعامل مع قلة احترام… لكن من غير ما أكون مؤذي.”
3. ✅ خليه يعيد السلوك بشكل محترم
مثلًا:
لو قال: “هات الموبايل!”
قول: “جرب تقولها بطريقة ألطف… وهرجع أرد عليك.”
دا مش تحكم… دا تدريب سلوكي.
4. ✅ امدحه لما يتعامل بأدب
قول:
“عجبني إنك طلبت الحاجة بهدوء”،
“شكراً إنك قلت لو سمحت”،
“فرحت إنك ما رفعتش صوتك.”
السلوك الإيجابي بيتكرر لما نحسسه إنه ملحوظ.
5. ✅ ما تكونش متقلب
مره تزعل، ومره تضحك، ومره تسكت…
الطفل هيستغل التناقض ده، وهيتخبط.
6. ✅ ما تردش قلة الاحترام بقلة احترام
يعني الطفل شخط؟ ما تردش بالشخط.
قال كلمة وحشة؟ ما تقلش أسوأ منها.
الطفل بيتعلم من رد فعلك أكتر من كلامك.
أسئلة فرعية مهمة – وإجاباتها:
هل قلة احترام الطفل دليل على فشل تربيتي؟
لا.
لكنها “إشارة” إن في حاجة محتاجة تتغير. ممكن أسلوبك، ممكن مشاعره، ممكن الضغوط اللي عليه.
هل لازم أكون صارم علشان يحترمني؟
الصارم من غير احترام بيتحول لمخيف.
لكن الحازم الهادئ هو اللي بيُحترم بجد.
هل الطفل بيميز معنى الاحترام من صغره؟
آه، لكن بالتدريب والمشاهدة.
ماينفعش أطلب منه احترام… وأنا مش بقدّره.
هل الإهمال العاطفي بيأثر على احترام الطفل لوالديه؟
جداً.
الطفل اللي مش لاقي حب واهتمام… مش هيهتم يرضيك أو يحترمك.
لو طفلي بيقل أدبه في العلن… أعمل إيه؟
ما تردش عليه قدام الناس.
خده على جنب، ووضح له الخطأ بعد ما تهدوا.
هل محتاج متخصص سلوك لو ابني ما بيحترمنيش خالص؟
لو جربت كل الطرق الهادية، ولسه بيسب، بيضرب، بيكسر…
أيوه، زيارة لمتخصص سلوك طفلي هتفرق.
وأخيراً…
الاحترام مش درس بنديه مرة وخلاص،
ولا سلوك بييجي بالعقاب،
هو بناء طويل… بيبدأ من نظرتك للطفل،
وبيكبر كل ما حسّ إنك بتحترمه… حتى وهو غلطان.
كيف أتعامل مع طفلي الذي لا يسمع الكلام؟
ابني مش بيسمع الكلام… أعمل إيه؟
فيه لحظة معينة بتكسر جوه أي أم أو أب.
اللحظة اللي تحس فيها إنك مش قادر توصّل لابنك.
تنادي عليه، تكرر، تعلي صوتك، تهدده… ومفيش فايدة.
تحس إنك بقيت “هواء” بالنسباله.
كأنك مش موجود.
بس خلينا نسأل نفسنا سؤال مهم:
هل هو فعلًا “مش بيسمع الكلام”؟
ولا هو “ما بقاش يستجيب بنفس السهولة اللي كان بيستجيب بيها زمان”؟
السؤال ده مهم جدًا لأنه بيكشف إن المشكلة مش دايمًا في “الطفل”،
المشكلة أحيانًا بتكون في العلاقة نفسها… في طريقة التواصل… في أسلوبنا اللي اتغير بدون ما ناخد بالنا.
طيب ليه الطفل ما بيسمعش الكلام؟
1. لأنه زهق من الزن
أيوه… إحنا بنزن.
وبنطلب كتير.
وبنقوله يعمل حاجات مالهاش معنى بالنسبة له.
يعني لما تقوله “لم لعبك”، الطفل مش شايف المشكلة أصلًا.
فلما الطلب يتكرر بصيغة أمر، من غير سبب واضح أو نتيجة مفهومة… الطبيعي إنه يطنش.
2. لأنه بدأ يحس إنه مالوش رأي
لو كل حاجة بيفكر فيها بيتقاله “لأ”،
وكل محاولة ياخد فيها قرار بتتفهم على إنها “عناد”،
أكيد في لحظة هيتوقف عن السمع… مش عناد، بس لأنه فقد الشغف.
3. لأنه بقى بيختبرك
الطفل من سن سنتين لحد ست أو سبع سنين، بيكون في مرحلة “اختبار السلطة”.
بيشوف مين اللي بيتنازل، ومين اللي بيصر، ومين اللي بيحبه حتى لما يغلط.
فلما ما يسمعش الكلام، هو مش بيتمرد… هو بيقيس حدودك.
4. لأنه مش حاسس بالأمان
آه، فيه أطفال كتير لما تحس إن البيت متوتر، أو فيه خلاف، أو إن الأب والأم مش بيحضنوه كفاية،
بيبدأوا يخرجوا ده في صورة تجاهل وعناد ورفض.
مش لأنه مش بيحبك، لكن لأنه مش مطمّن.
طيب أتعامل إزاي معاه؟
يعني فعليًا… أعمل إيه لما يرفض يسمع الكلام؟
✅ ما تكررش الطلب بنفس الطريقة
لو قلتله “قوم اغسل سنانك” وما ردش،
ما تكررش بنفس الصيغة.
غيّر الأسلوب.
“تحب نغسل سوا ونعدّ؟”
“تفتكر لو سبنا سناننا من غير غسيل… هيحصل إيه؟”
✅ قلل عدد الأوامر
الطفل مش آلة تنفذ أوامر.
لو طول الوقت بتقوله يعمل ويسيب، في الآخر هيقفل.
خلي اليوم فيه أوامر أقل… ولعب أكتر… وحكي أكتر.
✅ اديله اختيار… حتى لو بسيط
“تحب تلبس التيشيرت الأبيض ولا الأزرق؟”
“عايز تغسل وشك الأول ولا تلبس الأول؟”
الاختيارات بتخلي الطفل يحس إنه شريك، مش تابع.
✅ احترم ذكاءه
الطفل بيحس لما نكلمه كأننا مش بنحترمه.
فلما تقوله “ما تعملش كده عشان أنا قلت”،
هو بيسمع “رأيك ما يهمش”.
لكن لما تقول “أنا خايف عليك، وده مش آمن”،
بيحس إنك شايفه… وفاهمه.
أسئلة ممكن تسألها لنفسك:
هل ابني بيسمع الكلام مع ناس تانية غيري؟ ليه؟
هل أنا بلعب معاه وبتكلم معاه من غير ما أطلب منه حاجة؟
هل أنا مركز على كل غلطة وناسي أمدح كل حاجة حلوة؟
هل بطلب منه حاجات تناسب سنه؟ ولا بحمله فوق طاقته؟
هل كنت زيه وأنا صغير؟ طب أتعاملت إزاي؟ وكنت محتاج إيه؟
وأخيرًا…
مش الهدف إن ابنك يسمع الكلام لمجرد إنك ارتحت.
الهدف إنه يسمع لأنه “فاهم”،
ولأنه “بيحبك”،
ولأنه “بيثق فيك”.
مش محتاج تكون شديد،
ولا طيب على طول،
ولا مثالي…
محتاج بس تكون حاضر… وقريب… وبتحب بوعي.
كيف أعلم طفلي الأدب والاحترام؟

إزاي أعلّم ابني الأدب والاحترام؟
فيه ناس لما تسمع كلمة “أدب واحترام” تتخيل طفل واقف ساكت، ما بيتكلمش غير لما يُطلب منه، بيقول حاضر على طول، وبيمشي على نظام عسكري في البيت.
لكن الحقيقة… ده مش احترام، ده “خوف”.
والطفل اللي بيتربى على الخوف، بيكبر يا إما مكسور، يا إما متمرد.
الاحترام الحقيقي مش حاجة بنعلمها بالأوامر،
ولا بالضرب،
ولا بالزعيق،
ولا بـ “أنا الكبير وانت لازم تطيع”.
الاحترام الحقيقي بيتبني كل يوم… وبهدوء.
طيب نبدأ منين؟
✅ أول حاجة: احترمه
آه… الطفل بيتعلم الأدب من اللي بيشوفه، مش من اللي بيسمعه.
يعني لما تقطعه وهو بيتكلم،
أو تزعقله قدام الناس،
أو تقلل من رأيه،
ما تستغربش لما يعمل كده معاك.
الطفل بيتعلم “كيف يعامِل” من طريقة “ما يُعامَل”.
✅ خلي البيت فيه نظام… مش سيطرة
الأدب مش معناه الطفل يسمع الكلام وهو ساكت وخايف.
لكن معناه إنه يعرف إمتى يتكلم، وإمتى يسكت، وإزاي يطلب، وإزاي يرفض باحترام.
وده مش هيحصل من فراغ… لازم البيت يكون فيه حدود واضحة، بس بحب.
✅ علّمه يقول رأيه
الطفل اللي مش متعود يقول رأيه، هيتحول يا لمتمرد، يا لمجامل خايف.
إديله فرصة يختلف، بس علمه إزاي يعبر بطريقة محترمة.
“أنا مش موافق، بس بحترم رأيك”… دي جملة بسيطة، بس عظيمة لو ابنك عرف يقولها وهو صغير.
✅ ما تعلّموش الطاعة العمياء
كتير مننا بيتخيل إن “الأدب” يعني “الطاعة المطلقة”.
لكن الحقيقة إنك لو علمت ابنك يسمع الكلام من غير ما يفكر،
هييجي يوم يسمع كلام حد يأذيه… ومش هيعرف يرفض.
خليه يسأل “ليه؟”، وفسر له.
لأن الطفل اللي بيفهم، بيحترم عن اقتناع، مش خوف.
أمثلة واقعية
بدل ما تقوله “اسكت”، قوله “خلينا نسمع بعض، بعد ما أخلص دورك ييجي”.
بدل ما تقوله “قول حاضر”، قوله “لو شايف إنك مش قادر، قوللي بس بطريقة محترمة”.
بدل ما تقوله “ما تردش عليا”، اسأله: “لو في حاجة مضايقاك، تعالى نقولها بهدوء”.
أسئلة ممكن تسألها لنفسك:
هل أنا باحترم ابني حتى لما بيغلط؟
هل في مساحة جوه البيت للطفل يعبر من غير ما يتهاجم؟
هل أنا بقدّر مشاعره ولا بس برد على تصرفاته؟
هل بشوف الأدب في الكلام بس؟ ولا في النية والأسلوب والتوقيت كمان؟
الأدب مش كتالوج تمشي عليه.
ولا وصفة سحرية من ٣ خطوات.
هو علاقة… وتربية… ومواقف بتتكرر كل يوم.
كل مرة تحتضن طفلك بعد غلطة،
وكل مرة تشرح له ليه رفضت،
وكل مرة تسمع له وهو صغير…
هيحسسك بعد سنين إنك كنت بتزرع “شخص محترم”
مش مهم يقول “من فضلك” و”شكرا” وخلاص،
المهم يقولها وهو فاهم… وحاسس… ومقتنع.
كيف أتعامل مع طفل غير مؤدب في تعامله مع الآخرين؟
طفلي بيحرجني قدام الناس… أعمل إيه؟
كان يوم جمعة… قاعدين عند جدته، والكل مبسوط.
وفجأة، من غير مقدمات، قام ابني وقال لخالته:
“إنتي تخينة قوي!”
الناس سكتت، وأنا اتسمرت.
مش عارف أقول إيه… لا هو فاهم إن دي إهانة،
ولا أنا لاقي طريقة أرد بيها من غير ما أزعق أو أكسر نفسه.
رجّعني الموقف ده لسؤال بسيط لكن موجع:
هو أنا فعلاً عارف أربي؟
الطفل مش قليل أدب… الطفل لسه “بيتعلم”
الأول لازم نفهم حاجة مهمة:
الطفل مش طالع من بطن أمه “مؤدب” أو “مش مؤدب”.
هو لسه نسخة خام، بتتشكل كل يوم بكلمة، بتصرف، برد فعل.
الطفل اللي بيقول كلام محرج، أو بيتعامل بوقاحة مع الناس،
مش دايمًا قصده يجرح… هو بس مش فاهم.
أو شاف النموذج ده في البيت، أو في التلفزيون،
أو حتى جربه مرة ولقي الناس سكتت فكرره.
طيب نعمل إيه لما يحرجنا قدام الناس؟
1. امسك أعصابك… متفجّرش!
أسوأ رد فعل: الصريخ، أو التهديد، أو الضرب قدام الناس.
الطفل ساعتها مش هيتعلم “الصح”، هيتعلم “الخوف”، وهينتقم بأسلوبه بعدين.
2. انسحب بهدوء… وناقشه على جنب
مثلاً تقول:
“تعالى معايا دقيقة، عايز أكلمك في حاجة مهمة”.
ولما تبقوا لوحدكم:
“لما قلت كده لخالتك، هي زعلت. تعرف ليه؟”
وخد ودنه بهدوء… واشرح له ببساطة، من غير إهانة.
3. ما تضحكش على قلة الأدب
في بعض الأهالي لما الطفل يقول نكتة جريئة أو يعيب على حد، يضحكوا!
فـ الطفل يفتكر إنه بيعمل حاجة حلوة… ويكررها.
واضحها له بلغة بسيطة: “اللي قلته مش مناسب، ما نضحكش على كده”.
أسئلة مهمة تسألها لنفسك:
هل أنا قدوته في الأدب؟
هل هو شايفني باحترم الناس حتى لما يغلطوا؟
هل أنا بعلمه القيم من خلال مواقفي اليومية، ولا بس بالكلام؟
طيب، أبدأ منين معاه لو هو أصلًا مش بيحترم حد؟
اخلق بيت فيه حوار: ما تكونش الأوامر هي اللغة الوحيدة اللي بتجمعكم.
اعمل “تمثيليات صغيرة”: مثلًا تلعبوا دورين: حد بيطلب حاجة باحترام وحد لا. وشوفوا الفرق مع بعض.
امدح سلوك محترم حصل: “عجبني إنك قلت للست شكراً، شاطرك!”
اربط الأدب بالنتائج: “الناس بتحب تتكلم مع الشخص المهذب، وده بيخليه محبوب”.
وأوعى تنسى…
الطفل اللي بيزعلك النهارده، هو مشروع شاب محترم بكرا…
لو لقي فيك الهدوء، والقدوة، والمساحة إنه يغلط ويتعلم.
فـ لما يقول كلام يحرجك، افتكر:
اللي قدامك مش خصمك… ده شغلك الحقيقي، وتربيتك اللي هتعيش بعدك.
كيف نتصرف مع الطفل الذي يريد كل شيء؟
ابني عايز كل حاجة… أعمل إيه؟
الفصل الأول: عايزها دلوقتي!
في المول…
الطفل ماسك لعبة بتمن موبايل، بيصرخ، بيشد هدوم أمه:
عايزها! دلوقتي! مش همشي غير لما آخدها!
والأم واقفة في حالة انهيار داخلي بين نظرات الناس، وبين رغبتها إنها تسكّته بأي شكل.
فـ تشيل اللعبة… وتديهاله.
هو يسكت.
وهي ترجع البيت…
وتسأل نفسها:
هو إزاي اتحوّل من طفل حبوب، لطفل ما بيشبَعش؟!
الطفل اللي عايز كل حاجة… مش طمّاع
هو مش جاحد ولا قليل أصل.
هو طفل… لسه بيتعلم الفرق بين “أنا عايز” و”أنا محتاج”،
بين “دلوقتي” و”لما ييجي وقتها”،
بين “مش لازم كل اللي يعجبني آخده”.
لكن لو ما اتعلمش الفرق ده من بدري؟
هيبقى شاب أناني… وراجل ناقم… وواحد مش بيشبع مهما امتلك.
ليه الطفل بيوصل إنه “عايز كل حاجة”؟
السبب مش دايمًا إنه مدلّل.
أحيانًا يكون:
✅ بيمرّ بفراغ عاطفي
فـ بيعوّضه بالحاجات الملموسة: ألعاب، حلويات، لبس، مشاوير.
اللي مش واخد حضن كفاية… بيطلب كل حاجة تانية.
✅ بيقلد
شاف طفل بياخد، فعايز زيه.
شاف إعلانات، شاف يوتيوبرز بيلعبوا بحاجات، ففكر إن ده الطبيعي.
✅ كل مرة يزن… بياخد
فـ بقى العياط والمقاوحة وسيلة، مش ضعف.
وبقى فاهم إن “المفتاح” في إيده.
طيب أتعامل إزاي مع طفل “عايز كل حاجة”؟
1- افهم الفرق بين الطلب والاحتياج
علّم ابنك إن مش كل حاجة تنفع تتجاب.
بس ما تقولهاش ببرود:
مافيش!
قولها باحتواء:
عارف إنك بتحبها… بس النهارده مش وقتها. خلينا نحطها في قايمة الأمنيات.
2- حط نظام واضح للطلبات
مثلاً:
هتاخد لعبة جديدة مرة كل شهر.
الحلوى مرتين في الأسبوع.
ده بيخلي الطفل يحس إن عنده “نظام”، مش إن كل حاجة بالزن أو بالحظ.
3- ما تكافئش الزن بالعطاء
لو عطيت ابنك بعد ما عيّط أو صرخ، أنت بتقوله:
“كمل في الطريقة دي، هتنجح!”
4- اديله بديل، مش رفض وخلاص
“مش هنشتري اللعبة دي النهاردة، بس ممكن نروح نرسم سوا أو نختار حاجة بسيطة تناسب ميزانيتنا.”
5- اشركه في القرار المالي
لو عمره يسمح، خليه يحسب معاك.
“اللعبة دي غالية، وإحنا حطين فلوسنا لحاجة تانية. نشتريها الشهر الجاي؟”
الطفل مش صغير على إنه يتعلّم يعني إيه أولوية.
مشهد من بيت عادي:
الأب بيقول لابنه:
إنت دايمًا عايز كل حاجة! حرام عليك!
والطفل بيرد:عشان مفيش حاجة بتفضل معايا!
الجملة دي لوحدها محتاجة تأمل.
مش كل طفل بيطلب أكتر… بيكون طمّاع.
أحيانًا بيكون جواه فراغ… بيتملاه بالحاجة الجاية، وبس.
أسئلة تساعدك تفهم طفلك أكتر:
هل أنا بعوض غيابي أو تقصيري بالعطاء المادي؟
هل كل اللي يطلبه بيتجاب؟ حتى لو على حساب حاجات تانية؟
هل ابني بيفهم يعني إيه قيمة الحاجة؟ ولا بيعتبرها حق مكتسب؟
هل أنا بشرح له “ليه” رفضت؟ ولا بزعق وأقول “وخلاص”؟
هل عنده بدائل ممتعة في يومه؟ ولا بيمل فـ يدور على حاجة جديدة كل شوية؟
وأخيرا…
الطفل اللي عايز كل حاجة، هو في الحقيقة طفل محتاج “توازن”.
عايز يسمع “أيوه” كتير…
بس يسمع “لأ” من غير ما يحس إنه مرفوض.
وعايز يعرف إن أهم حاجة مش اللي في إيده…
لكن اللي جواه.
وعشان ده يحصل؟
لازم نكون إحنا قدوته في القناعة،
وفي التوازن،
وفي الاحتواء من غير إفراط ولا قسوة.
للإشتراك بدبلوم تعديل لسلوك